في بداية كُل عام تُنشر أعدادٌ هائِلة من المقالات والفيديوهات التي تتكلم عن التخطيط للسنة الجديدة، كيف تبدأها؟ خطط ونصائح والعديد من المواضيع الأُخرى. حيثُ يقدمون لك نصائح لتجعَل سنتك مثالية، عدم تضيع الوقت، التخطيط الصحيح لها.
ومثل كثير من الناس، قد تكون من أولئك الذين يغزوهم الحماس أول شهر، رُبما شهرين ثُم يتكاسلون.. وعند نهاية كُل سنة يشعرون بتأنيب الضمير أو الحُزن لأنهُم قدّموا سجلًا خالٍ من الإنجازات.
لكنِ ليسَ هذا ما أراهُ، ليسَ على أحدهُم أن يُفكر بهذهِ الطريقة.. لنتحدث قليلًا عن وجهة نظري المُنافية لهذهِ المقالات، وهي أنه لا يوجد شيء أو شخص لديهِ القُدرة لتقييدك بأفكارهُم.
في البداية، لا تتذكر العام الماضي وما حدثَ بِه. إنما فكر بكيفَ كُنت أنت، نقاط قوتِك ونقاط ضعفك. وفكر كيف ستُحسن من نفسَك.
المثالية ليست كُل شيء، كُن مثالي بطريقتك الخاصة.
ليسَ عليكَ أن تلتزِم بشيءٍ مُعين، ليسَ عليكَ أن تفعلَ أمرًا لأن أحدهُم أمرك بفعلِه. أنا أخبِرُك أن تُحب نفسكَ بعيوبِها قبل حسناتِها، لا أتكلم عن العيوب الأخلاقية؛ فلا يجِب عليكَ أن تكُن فظًا وتُحِب نفسك السيئة الجارحة لمشاعِر الآخرين، إنما ما نتكلمُ عنهُ هُنا هو ما يظُنهُ الناسُ عيوبًا. واجبُكَ إتجاه نفسك أن تُحِب ما لا يتغير، أن تُحب ما خلقهُ الله.. أن تُحب أصلك، اسمك، بِنيتك بكُل ما تحتويه من لون عيناك وشعرك، إلى ذلك الأثر الموجود بجانِب فكِك بسبب حادثة مُنذ الصغر.
لا تهتَم للأمور الظاهرية. وإنما أنظُر لداخِلك وغير نظرتك للعالم، اجعل تفكيرك أكثر عُمقًا وأحِب أرواح الناس قبل أشكالهُم ومناصِبهُم.
وازِن.
ليسَ عليكَ الاستيقاظ دائمًا على الخامسة صباحًا والذهاب لسريرك في الثامِنة، استيقظ ونَم متى ما شئت. شرط أن لا يتعدى نومك العشر ساعات كحدٍ أقصى، وأن لا يكون أقل من أربع ساعات.. وللعلم إن ساعات النوم الصحية للجسد من
٨-٩ ساعات يوميًا.. لا أتكلمُ عن المثالية هُنا إنما نتكَلم عن الصِحة. لا تتكاسَل، عِش يومكَ كامِلًا ولا تُضيعه بالنوم.
ليسَ على طعامك أن يكون مثاليًا، اصنع وجبتك بحيثُ تلتزم قوانين وجبات الهرم الغذائي، لا تحرِم نفسكَ من شيء ولا تتناول زيادة عن حاجتك. تناوَل ما تُحِب، ليس على طعامكَ أن يكون خاليًا من الخُبز أو الأرز أو الدهون أو أيًا كان ما يُزيد وزنك. أيضًا لا تُمارس الرياضة بطريقة مرهِقة، ولكن عليكَ مُمارستها فقط لأنكَ ترغَب بذلك. ولأنك اخترت فعل هذا كي تحقِقَ هدفَك.
وتذكَر دائِمًا أن البشر مُختلفون، مُجددًا.. ليسَ عليكَ أن تكونَ مُشابِهًا لأحد.
حقِق أهدافَك.
ليسَ عليك أن تمتلك أهدافًا كثيرة.. تستطيعُ أن تكتفي بخمس أهداف كحد أقصى، ولتكن تلك الأهداف مُن صنعِك. فإياك أن تجعل شيئًا ما هدفَك فقط لأن الجميع يفعلُه، أنتَ لستَ الجميع. أنتَ نفسُك.
اجعل أهدافك منطقية ولا تُبالِغ بها، فلا تقُل أنك ستقرأ ٥٠ كتابًا أو ١٠٠ إن كُنت لستَ قارئًا. إنما ضع عددًا معقولًا أو ضع عدد صفحاتٍ مُحدد لكُل يوم. أو لنقل القراءة لمدة ساعة أو اثنتان يوميًا أو أسبوعيًا..
لا تُقل أنك ستخسر أو تزيد خمسة كيلوجرامات شهريًا. فكر بأنك ترغَب بأن تُمارس الرياضة بعددٍ مُحدد من الأيام بشكلٍ دوري.
فكر، متى على الهدف أن يُحقق؟ كيف؟ لما؟ ما الفائدة منه؟ شجع نفسك بعادةٍ ما، أي اربط هدفك بعادة تفعلها بشكلٍ مُتكرِر. فمثلًا من أهدافي لهذا العام كتابة كِتابٍ ونشرُه، ولفعل ذلك علي الكِتابة لمدة ساعة يوميًا أو تخصيص يومٍ من أيام الأسبوع للكتابة.
إن الأمر عائدٌ عليك؛ لذلك لا يجب عليكَ أن تحيا حياة شخصٍ آخر. ولفعلِ هذا وتحقيق أهدافِك عليكَ بتنظيم وقتك.
لنتكلم عن تنظيم الوقت..
سيخبرونك أن عليكَ التخطيط ليومِك وفعل العديد من الأمور، مثل التمَرن يوميًا وتناول وجبة الإفطار وكمية كبيرة من الأمور لذا فقط ستجد أنهُ عليكَ فعل هذه المهام يوميًا لكن لا تملك الوقت لكل هذا، لذا ستجِد نفسكَ مُجددًا بعد شهرين لا تملِك الوقت سوى لأمرين أو ثلاثَة. لن أخبركَ أن لا تُرتب وقتك بالطبع لا. الأمر فقط أنك لا توَزِعُه بطريقة صحيحة. وتبالغ، ليسَ عليكَ مُمارسة الرياضة واليوغا بشكل يومي، ليس عليك الرسم، الكتابة، العزف أو أيًا كان ما تفعله كل يوم.. سينتهي بكَ الأمر شاعرًا بالاستسلام نحوه. عكس حين تُخصص يومين أو ثلاثة بالأسبوع للرياضة. لتكن نهاية الأسبوع أو أيام الإجازات مخصصة لفعل ما تُحِب.
عند تنظيم وقتِك والتخطيط ليومِك، أسبوعِك أو شهرِك. ضع الأولويات بمكانها. من الأهم للأقل أهمية إن وُجِد مكانًا له. فبالنسبة لي الأهمية ستكون للدراسة ثُم العمَل والكِتابة. لا تفعَل أمرًا فقط لأنهُ مكتوب ضمن المُخطِط الخاص بِك، افعلهُ لأنك ترغَب بِفعلِه.
ومُجددًا، لا تُخطط كثيرًا وتتوقع الكثير.. فقط عِش يومَك وكأنهُ الأخير.
استمع لصوت روحِك وكُن طائِرًا حُرًا.
الروح كيانٌ حُر يُحِب المُخاطرة والتحليق. ولكن الكثير من الناس يحرمون أرواحهم من أبسط الأشياء. ليسَ عليكَ إرضاء المُجتمع، فلا جدوى من الإنقياد، لا يرسلك للجنة ولا يسحبكَ للنار. إنما يُحيطك بغيمة سوداء تُطوّق قلبكَ بظلامِها. افعَل ما شئت ولا تُفكر كثيرًا؛ فالندًم الأكبر على ما لم تفعلهُ، ليسَ على ما فعلتَه. تذكر أنك لن تحيا سوى مرة واحدة، فغامِر!
وأكرِر، لا تكُن مثاليًا، فقط كُن نفسَك وانشُر الحُب.
كتابة: آنجل مراجعة: أوكتان إغدراسيل
«المثالية ليست كل شيء ، كن مثاليا بطريقتك الخاصه »
آنجل