top of page
فارس

ما هي المقالة؟

للمقالةِ أن تكون ككرةِ اللهب، ضئيلةٌ وشديدة البساطة وقادرةٌ على حرقِ قرية كاملة في الوقت ذاته

إذ لايمكن لي -أو لأي أحد آخر- أن يقلل من قوة هذا اللون الأدبي؛ فعلى عكس الكثير من الأصناف لم تتعرَّ المقالة عند حاجز الزمن ولم تبق أسيرة لطبقة من المثقفين؛ فهي لازالت بطور التقدم والاستمرار وفي متناول الجميع، فيُمكن للأديب وغير الأديب أن يكتب بها ويوصل كلمته لمن يريد وكيفما يريد.



في الوقت الذي تتغير فيه القواعد وتتحول ميولات الناس من قراءة النصوص الطويلة والمفصلة إلى النصوص القصيرة والموجزة، في هذا الوقت بالذات نشاهد تكيُّف المقالة بشكل عجيب كأنها تركض ركضًا لتجارينا نحن -أبناء العصر الجديد- فلا تضيع فرصة إلا واستغلتها، وكأنها تعلم تمام العلم كيف يمكنها أن تكون مطلوبة من الجميع في كل الأزمنة.


أن تكون مقاليًا يعني أن تمتلك سلاحًا لا يمكن ردعه، فهي نار إن اشتعلت لا تنطفئ وعبير إن فاح لا يرد؛ ولهذا نرى أنه من الواجب أن نتصدى لهذا الفن من الأدب ونفصِّل فيه ونمعن البحث والدراسة حتى نتوصل إلى أفضله وأكثره ملاءمة لاحتياجاتنا.

في سلسلتنا القادمة سوف نتناول تفاصيل المقالة من البناء إلى الوسائل مدعمة بالأمثلة والطرق المساعدة لتحوّلك إلى متحكم جيد بهذا الفن الأدبي.


الإجادة في كتابة المقالة تعني مقدرتك على التلاعب بالكلمات والسيطرة على النص لإيصال الفكرة وإمتاع القارئ بأوجز الطرق وأكثرها ملاءمَة.

لا يمكن أن نغوص في عمق المقالة ونخرج أفضل ما فيها دون أن نعرف ماهي من الأساس، فتسمية الأشياء أول الخطوات نحو الفهم الصحيح؛ لأن المقالة قطعة أدبية تتناول موضوعًا ما بشكل نثري، بصورةٍ سريعة، بطولٍ محدود ومن وجهة نظر الكاتب.


وقد قلنا (موضوعًا ما) بمعنى أن المقالة يمكنها احتواء شتى الأصناف -على عكس الفنون الأدبية الأخرى- حيث يمكنها احتواء الظواهر الاجتماعية إلى السياسة الدولية مرورًا بالقواعد اللغوية وفنون التزين إلى ما لا نهاية، فهي لا تقف عند حائط أبدًا؛ ولذلك استخدمت في الصحافة وتطورت بتطورها وتوسعت معها جنبًا إلى جنب للمرونة الكبيرة التي تحويها المقالة.


وقصدنا عند قول (صورة سريعة) كونها لا تركز على شمل كل الحقائق والمعلومات التي تخص الموضوع وتهمه، فلو جئنا للمسألة من كل زواياها وأدرجنا كل حدث وقول وتفصيل عنها فنحن نكتب بحثًا لا مقالًا؛ فالمقال لا يتسع الشروح المسهبة والتفاصيل الفرعية البعيدة عن أصل الموضوع، مع الحفاظ على الحد الأدنى من المعلومات وعدم اختصارها على حساب فهم القارئ.


أما بالقول (وجهة نظر الكاتب) فقد عنينا أنها لا تمتلك وجهًا واحدًا لأي موضوع؛ فهي انعكاس لفكر صاحبها الممتزج بموضوع يشغله، وهو يحب أن يعبر عنه بطريقته الخاصة ولونه الذي يحب دون تقليد.

وقد تحمل مقالات عن الموضوع تفاصيل مختلفة باختلاف الكاتب،حالها كحال: (القصة، القصة القصيرة، الومضة وكل ما هو قصير) فقد أخذت المقالة جزءًا كبيرًا من الاهتمام حول العالم لأنها تجاري ضيق الوقت وتتقبل كل الموضوعات المصبوبة فيها؛ لذلك أصبحت الأكثر ملاءمة لتملأ الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، فأصبحت الوجهة الأهم للباحث العالمي عن كل ما هو سريع ومفيد.


كتابة: فار س

مراجعة: ڤكتوريا


٣٠ مشاهدةتعليق واحد (١)

منشورات ذات صلة

عرض الكل

1 Comment


آنجل.
آنجل.
Jan 21, 2021

المقالة مهرَبٌ لا يعترِفُ به الكثيرون.

Like
bottom of page