«هل تعرفين الكارما؟» تساءلتُ بابتسامة مشرقة سرعان ما سقطت عند سماع الإجابة.. «هل هي شخصية ما؟»
ضربتُ جبيني بيأس من الواقفة أمامي، أخذتُ نفسًا عميقًا وأوضحت «لا، بل قوة الكارما» توفقت قليلاً وتابعت: «إنها أسطورة خيالية حول الرقم سبعة»
«الأسطورة السابعة»
•───≪•◦❈◦•≫───•
الرقم سبعة هو أحد أكثر الأرقام سحرًا وقدسية، كما كان موضع احترام في الديانات القديمة. دومًا ما نرى أنه يتكرر علينا كرقم خاص ولكن هل تساءل أحدكم لماذا؟ لم لا نأتي ونرى ما الذي يخبئ لنا هذا الرقم المميز من مفاجآت..
لطالما كان يُرى بأنه رقم يرمز إلى الكمال، وهناك إيمان -من شعوب الشرق الأقصى، والسامية وكثير من الشعوب الآخرين مثل الإغريق والمصريين القدامى، وما بين النهرين- بأنه عددًا مقدسًا، وأدركوا الرمز الذي يجسده، حيث قيل أنه يشير إلى الحكمة والرؤية العليا والمعرفة.
لكن ما يزال لا أحد يعلم علم اليقين لماذا قدس الساميون العدد بشكل خاص، هناك ترجيح لأن الرقم يتألف من الرقمين (3 + 4) وهما من الأعداد المقدسة لديهم.
لكن على هذا الأساس كنت أفكر أنه لن يكون العدد السابع فقط من يتم الرمز له على أنه رقم مقدس خاص، فإن كانت العملية بهذه الطريقة (يتم جمع رقمين مميزين وناتجهما سيكون رقمًا مميزًا تلقائيًا) على هذه الحال أغلب الأرقام سيتساوون؟
هناك اعتقاد آخر مرتبط بجذر الرقم سبعة، حيث يتشابه لحد ما في اللغة العربية، والعبرية، والسريانية، وإن اختلف بالمعنى، لكن مع هذا إن بحثت خلف معانيها سترى أنها مكملة لبعض. فقد كان الجذر في اللغة العربية (سبع، شبع، سبغ) وفي العبرية والسريانية (سبع، شبع).
والمعاني المتفرعة من هذه الجذور كثيرة جدًا، ومتباينة بحيث يصعب ردها إلى معنىً عام يشملها جميعًا. رغم أنه يعتقد بأن المعنى الأصلي للجذر «سبع» هو: «الكفاية، التمام، الامتلاء» كما في «شبع وسبغ»
أما في العبرية فإن الجذر «شبع» يفيد القسم والحلف والأَيمان.
هذا المعنى مأخوذ من ترديد الحلف أو القسم سبع مرات؛ لأن المُقسِم أو الحالِف كان يرتبط بالعدد سبعة «سبعة آلهة أو سبع أرواح».
ويعتقد العرب أن الفنون الرئيسية سبعة: الشعر القريض/الموشح/الدوبيت/الزّجل/ الموّال/الكان وكان/ والقوما. وفي الشعر صنف العرب قصائدهم المختارة طبقات جاعلين في كل منها سبع قصائد.
بالإضافة إلى ذلك أعتقد اليونانيون أن الرقم سبعة، يشير بشكل رمزي لإتحاد الإله مع الكون؛ حيث تم اختيار هذه الرابطة من قبل الكنيسة المسيحية. في العصور الوسطى خاصةً كان ينظر إلى السبعة على أنها تتمتع بقوة مقدسة. كما في الفضائل السبعة الأساسية، والخطايا السبعة، سبعة أسرار. وغيرها. وهكذا تم التأكيد على أنه من المنطقي أن يكون في هذا الكون سبعة كواكب بالضبط.
ربما يعود السبب إلى كون عدد السماوات سبعة، أو إلى أن الله عز وجل خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع؟ ومراحل القمر تستمر حوالي سبعة أيام مع 4 × 7 = 28 يومًا في الشهر.
هذه قطعًا لن تكون مصادفة، فربمًا تكون حكمة ما؟ من المعروف أن الله تعالى لا يخلق شيئا من فراغ، أو دون حكمة موجودة داخلها وإن لم يستطع الإنسان معرفتها.
على هذا أذكر أنه الطواف والسعي من الصفا والمروة كان سبعًا، كما كان عيد المسلمين والصلاة الجمعة في اليوم السابع. ربما فعلًا هناك شئ خفي خلفه؟
كما أذكر منذ قديم الزمان استعمل هذا الرقم، بشكل بعيد حيث كان يدل على رسالة ما، فعلى سبيل المثال -حسب ما جاء بالقرآن- فقد ذُكر الرقم سبعة في أحلام فرعون. «سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ». وحسب تفسير يوسف عليه السلام كل هذا يدل على أنه سبع سنوات من الوفرة تليها سبعة سنوات من المجاعة.
من جانب آخر في السحر اليهودي: يمكن علاج الحمى بأخذ سبع وخزات من سبع نخيل، وسبع رقاقات من سبع عوارض. سبعة مسامير من سبعة جسور، وسبعة رماد من سبعة أفران. تنتهي بسبع شعيرات من لحية كلب عجوز.
كما يظهر الرقم بشكل بارز جدًا في الأقوال الشعبية فعلى سبيل المثال في إيران: «كسر المرأة يؤدي إلى سبع سنوات من سوء الحظ.» «يحظى القطط بسبعة أرواح وليس تسعة في الأساطير الغربية»
هل لاحظ الجميع أنه دخل الرقم بشكل ما بكل شي في الأديان والحياة والكون بشكل عام؟ لم يكون يومًا الرقم مجرد دخيل أو تكرار الأحداث خاصة في الديانات مجرد «مصادفة»
حتى أني قرأت أنه يدخل بشكل ما في دورة حياة الأنثى.
حيث تحصل الفتاة على أسنانها اللبنية في سبعة أشهر، وتفقدها في سبع سنوات. تبلغ سن البلوغ 2 × 7 = 14 سنة. كما وتصل إلى سن اليأس عند 7 × 7 = 49. وأخيراً 4 × 7 = 28 يومًا في الشهر هي فترة الحيض للإناث.
فكرت مطولاً بالعلاقة الغريبة التي ترتبط هذا الرقم بأسرار الكون؛ فهو مرتبط بكل شي سواء كان بشكل مباشر كما سبق وذكرت هذا بالفصل من أحداث تقع على هذا الرقم، أو بشكل ثانوي كما حدث في عهد نوح عليه السلام بعد أن أغرق الله الأرض كلها؛ حيث قام بإطلاق حمامة ليرى إذا كانت قد جفت الأرض، عندما عادت انتظر سبعة أيام قبل القيام بالمحاولة مرة أخرى.
لازال غير معروف ما إذا كان هذا مرتبط بشيء معين، أم مرتبط بدورة الحياة الطبيعية ونمو النبات بعد الطوفان، أم مجرد مصادفة.
تميز هذا الرقم منذ قديم الزمان، واستمر بشكل وبأخر على هذا التميز متفردًا عن جميع الأرقام حيث تم وضع عليه الأساسيات عليه «سبع أيام، سبع كواكب، سبع سماوات، سبع فنون وغيرها»
شعرت فجأة من القراءة عنه أنه لم يكن يرمز للحظ الجيد، إنما هو الورقة الحظ نفسها XD لا عجب أن هناك كثير من الناس واقعين بحب هذا الرقم، فقد أثبت لنا أنه مميز جداً، من الواضح لو كان بشر لقام بإرتداء نظارات شمسية هو أيضاًXD
كتابة: إينفي راونين
تحرير: اوكتان إغدراسيل
Comments